القاهرة - أ ش أ
دعا مجلس الشورى إلى إصدار تشريع جديد لحماية الوحدة الوطنية وحماية الجبهة الداخلية والسلام الإجتماعى، يستوعب ما حدث فى الفترة الماضية من أحداث ويحقق الانضباط التام، ويأخذ فى اعتباره أن النظام الديمقراطى يقوم على أساس المواطنة.
وأكد المجلس، الخميس، فى تقرير اللجنة الخاصة المشكلة لدراسة بيان رئيس الجمهورية الذى ألقاه فى الإجتماع المشترك لمجلسى الشعب والشورى فى 19 ديسمبر الماضى، إنه آن الأوان لإصدار تشريع لمكافحة الإرهاب ليضع الأمور فى نصابها، ويحد من الجرائم الإرهابية.
وأوضح المجلس، فى تقريره الذى يناقشه فى جلساته التى تستأنف، الإثنين، القادم ولمدة ثلاثة أيام، أن هناك العديد من القوانين والتشريعات صدرت منذ أمد بعيد تحتاج الى تعديل وتحديث حتى تتلاءم مع التطورات والتغيرات المدنية التى شهدتها البلاد مؤخرا.
وأوصى المجلس بمواجهة الثقافة التى يمزقها إدمان التعصب والغلو والتطرف، واستخدام الوسائل غير المباشرة التى تعزز التفتح العقلانى والعلمى والمعرفى ودعم التسامح والتضامن والقيم الإيجابية لحرية المعتقد والتعايش المشترك.
وشدد مجلس الشورى على ضرورة إرساء دعائم الدولة المدنية علميا وعمليا، وإعلاء مبدأ المواطنة وحقوق الإنسان وتعزيز إستقلال القضاء وضمان مشاركة سياسية واسعة ترتكز على دور قوى للاحزاب السياسية الشرعية ومؤسسات المجتمع المدنى وتعميق الوسطية والإعتدال ومتابعة ذلك فى مؤسسات التعليم والإعلام والثقافة والشئون الدينية بعيدا عن التطرف والعنف.
وطالب المجلس بتعزيز المنظومة الوطنية لحقوق الإنسان، بما يكفل لها مزيدا من الفاعلية فى إظهار حقيقة التطورات الإصلاحية التى تجرى فى مصر والرد بمصداقية وبالسرعة المطلوبة على مانتعرض له من إنتقادات أو إستفسارات من جانب بعض المؤسسات والمنظمات الدولية .
وحول الشأن الخارجى، أكد مجلس الشورى فى تقريره أن القضية الفلسطينية تعد القضية المركزية التى تتحكم فى مستقبل المنطقة .
وتستند تحركات مصر بشأنها إلى مسئوليتها الإقليمية من ناحية، والتزاماتها العربية من ناحية أخرى، ومصالحها القومية من ناحية ثالثة، وخاصة أن بعض أنماط التفاعلات المتعلقة بها والتى تأتى من إتجاه قطاع غزة تحديدا تمثل مساسا مباشرا بأمن مصر القومى .
وقال المجلس إنه لذلك تتحرك مصر فى أكثر من إتجاه بشأنها وعلى رأسها إستئناف عملية التفاوض بين الإسرائيليين والفلسطينيين والتوصل إلى صيغة للمصالحة بين الفرقاء الفلسطينيين والتعامل بحالة من ضبط النفس مع التجاوزات الفلسطينيية إزاء مصر.
وقال المجلس إن المنطقة قد تشهد موجة من التوترات العنيفة التى يصعب توقع إتجاهاتها فى المرحلة التالية، وأنه على كل الأطراف أن تتحمل مسئولياتها .
ونبه مجلس الشورى إلى ظهور موجة جديدة من التدخلات الخارجية فى شئون المنطقة العربية، وهو ماقد يفاقم الموقف الحالى الذى يشهد أصلا تدخلات دولية مختلفة، وتدخلات إقليمية فى شئون عدة دول عربية.
ودعا مجلس الشورى إلى احتضان الدولة الوليدة المستقلة، فى جنوب السودان - حال الإتفاق على الإنفصال عن الشمال - بذات قدر احتواء مصر لدولة الشمال الجار المباشر فى علاقة متوازنة ومتكافئة، تدعم الجنوب ماديا والشمال سياسيا، وألا تترك مصر فرصة لتسرب قوى معادية لها تجاه أى من الدولتين على نحو يعطل المصالح المشتركة معهما، وفى مقدمة ذلك الحقوق التاريخية لمصر فى مياه النيل .
No comments:
Post a Comment